العناية بالبشرة لم تعد مجرد رفاهية، بل أصبحت ضرورة يومية للحفاظ على صحة وجمال الوجه في ظل التغيرات المناخية، والتعرض اليومي للملوثات، وضغوط الحياة. كثير من النساء يقعن في خطأ شائع وهو استخدام منتجات لا تتناسب مع نوع بشرتهن، مما يؤدي إلى نتائج عكسية مثل الجفاف أو زيادة الدهون أو حتى تهيج البشرة. لذلك، الخطوة الأولى لأي روتين ناجح هي تحديد نوع البشرة بدقة.

البشرة الدهنية تحتاج إلى منتجات تحتوي على مكونات تنظم إفراز الزيوت مثل حمض الساليسيليك أو الطين الطبيعي، في حين تحتاج البشرة الجافة إلى مرطبات عميقة مثل الهيالورونيك أسيد وزبدة الشيا. أما البشرة المختلطة فتتطلب توازناً بين الترطيب والتنظيف العميق، بينما تحتاج البشرة الحساسة إلى منتجات خالية من العطور والكحول.

يبدأ الروتين الصحيح باستخدام غسول لطيف يتناسب مع نوع البشرة، ثم تطبيق تونر يعيد توازن الحموضة، وبعدها سيروم مغذٍّ يحتوي على فيتامينات نشطة، ويُختتم بكريم مرطب مناسب. ولا يمكن إغفال أهمية واقي الشمس الذي يجب استخدامه يومياً حتى داخل المنزل.

اختيار المنتجات يجب أن يكون بناءً على المكونات، وليس العلامة التجارية أو السعر فقط. فمثلاً، إذا كانت بشرتك تعاني من التصبغات، ابحثي عن مكونات مثل النياسيناميد وفيتامين C. وإذا كنتِ تعانين من حب الشباب، فحمض الساليسيليك والزنك يعتبران من الحلول الفعالة.

وأخيراً، تذكري أن العناية بالبشرة لا تعني فقط استخدام منتجات جيدة، بل تعتمد أيضاً على نمط حياة صحي يتضمن شرب كميات كافية من الماء، تناول أطعمة غنية بمضادات الأكسدة، والنوم الجيد. فالبشرة مرآة لما يحدث داخل الجسم، والاهتمام بها بشكل منتظم يعكس الجمال الطبيعي ويقلل الحاجة للمكياج الثقيل.

الشعر هو تاج الجمال، ولكن مع العوامل اليومية مثل الحرارة، الصبغات، التلوث، وسوء التغذية، يعاني الكثير من النساء والرجال من مشاكل متعددة مثل تساقط الشعر، التقصف، قشرة الرأس، وجفاف الفروة. الحل لا يكمن فقط في اختيار شامبو جيد، بل في فهم أسباب المشكلة ومعالجتها من الجذور.

أولاً، تساقط الشعر قد يكون ناتجاً عن نقص فيتامينات مثل الحديد، الزنك، أو البيوتين. لذلك، من المهم إجراء فحوصات دورية وتناول مكملات غذائية عند الحاجة. استخدام زيوت مغذية مثل زيت الخروع، الأرغان، أو جوز الهند يساعد على تقوية بصيلات الشعر وتحفيز نموه.

ثانياً، تقصف الشعر ينتج غالباً عن استخدام أدوات تصفيف حرارية بكثرة، أو استخدام شامبوهات تحتوي على الكبريتات القاسية. لحماية الشعر، يجب تقليل استخدام السيشوار والمكواة، واستعمال واقي حراري قبل التصفيف. كما يُنصح بقص الأطراف كل 6 إلى 8 أسابيع لتجديد الشعر ومنع امتداد التقصف.

ثالثاً، الجفاف يحتاج إلى عناية خاصة من خلال استخدام ماسكات ترطيب عميقة مرة أو مرتين في الأسبوع. منتجات تحتوي على البروتين النباتي أو الكيراتين تساهم في استعادة نعومة الشعر وقوته. كما أن غسل الشعر بماء فاتر بدلًا من الماء الساخن يحافظ على الزيوت الطبيعية.

وأخيراً، لا تنسي أن طريقة تمشيط الشعر مهمة جداً. استخدمي مشطاً واسع الأسنان، وابدئي من الأطراف واصعدي تدريجياً حتى الجذور لتجنب التكسر. اجعلي روتين العناية بالشعر جزءاً من نمط حياتك، وستلاحظين الفرق في صحة ولمعان شعرك خلال أسابيع قليلة.

العناية بالجسم لا تقل أهمية عن العناية بالوجه. فالبشرة تحتاج إلى تغذية، ترطيب، وتقشير دوري لتبقى ناعمة ونضرة. ومع تغير الفصول، قد تلاحظين جفافاً في الساقين أو خشونة في الأكواع والركب، مما يتطلب تعديل الروتين واختيار المنتجات المناسبة.

البداية تكون من الاستحمام. استخدمي غسول جسم يحتوي على مكونات مرطبة مثل زيت اللوز أو الحليب، وابتعدي عن المنتجات التي تحتوي على كحول أو عطور قوية لأنها تسبب الجفاف. يفضل استخدام اللوفة الطبيعية لتقشير الجلد بلطف وتحفيز الدورة الدموية.

بعد الاستحمام، وقبل أن تجف البشرة تمامًا، قومي بتطبيق مرطب غني للحفاظ على الرطوبة. زبدة الشيا، زيت الجوجوبا، أو السيراميد تعتبر من أفضل المكونات التي تعيد للبشرة مرونتها ونعومتها. وللحصول على نتائج أفضل، جربي زيوت الجسم الدافئة التي تمتص سريعًا دون أن تترك طبقة دهنية.

مرة إلى مرتين في الأسبوع، خصصي وقتًا لتقشير الجسم باستخدام مقشر طبيعي يحتوي على السكر أو القهوة. هذه العملية تزيل خلايا الجلد الميتة وتفتح المسام لاستقبال الترطيب. يمكن أيضًا استخدام فرشاة الجسم الجافة قبل الاستحمام لتحفيز الجهاز اللمفاوي والتخلص من السموم.

ولا تنسي المناطق الحساسة مثل الكوع، الركبة، والكعب، فهي غالبًا ما تعاني من الاسمرار أو الخشونة. خصصي لها كريمات تفتيح تحتوي على فيتامين E أو الألوفيرا، وابتعدي عن المنتجات المقشرة القاسية التي قد تسبب التهابات.

روتين العناية بالجسم المنتظم لا يحسّن المظهر فقط، بل يعزز من ثقتك بنفسك ويجعلك تشعرين بالراحة والانتعاش طوال اليوم.

عناية الأم بطفلها لا تقتصر على التغذية والنوم فقط، بل تمتد إلى كل تفصيلة صغيرة، ومنها العناية ببشرة الطفل. بشرة الرضع شديدة الحساسية وتحتاج إلى منتجات خفيفة، آمنة، وخالية من أي مواد قد تسبب تهيجًا أو تحسسًا. لذلك، يجب أن تكون كل خطوة مدروسة بعناية.

غسول الجسم والشعر يجب أن يكون خاليًا من الكبريتات والعطور الصناعية، ويفضل أن يحتوي على مكونات طبيعية مثل زيت الزيتون، الألوفيرا، أو البابونج. هذه المكونات تنظف بلطف دون الإضرار بحاجز البشرة الطبيعي. كما يُنصح باستخدام صابون طبي خاص بالأطفال وعدم استخدام منتجات الكبار مهما كانت طبيعتها "لطيفة".

ترطيب بشرة الطفل بعد الحمام مهم جدًا، خصوصًا في فصل الشتاء. يمكن استخدام كريمات تحتوي على زبدة الشيا أو الفازلين الطبي لتوفير طبقة حماية خفيفة. وفي حالات التسلخ أو الاحمرار الناتج عن الحفاض، يُفضل استخدام كريمات الزنك أو التي تحتوي على البانثينول.

أما العطور والزيوت العطرية، فيجب تجنبها تمامًا في الشهور الأولى. فهي قد تسبب تحسسًا أو طفحًا جلديًا. إذا رغبتِ في تدليك الطفل، استخدمي زيت لوز حلو طبيعي وخالٍ من أي إضافات.

الغسيل اليومي لملابس الطفل يجب أن يكون باستخدام مسحوق مخصص للأطفال، خالٍ من الروائح والمواد الكيميائية، لتقليل فرص التحسس. كما يجب غسل الألعاب القماشية والبطانيات بانتظام.

وأخيراً، استشيري طبيب الأطفال في حال لاحظتِ أي طفح جلدي غير مفسر أو تقشر مزمن. المنتجات وحدها لا تكفي، فمعرفة ما يناسب بشرة الطفل ومراقبة ردود فعلها هو الأساس في روتين عناية صحي وآمن.